رثاء.. في وادع الشاعرة فاطمة العشبي

المحويت نيوز/كلمات الشاعرة إيمان الجرعي..

إلى تلك الشمعة التي اتقدت طويلاً من أجل وطنها وأطفأها المرض في المنفى ..
إلى فاطمة الشاعرة والإنسانة التي أُحبها كثيراً
رحمة الله تغشاها :

أمن قسوة الحرب يا فاطمة
رحلتِ كانشودة ناعمة ..؟!
لماذا انطفاتِ وكنتِ الضياء..؟
تشعين بالحب والكبرياء
كإيقونة للهوى دائمة

أيا امرأة من عصير الغيوم
إذا ابتسمت عانقتها الشموس
بعينيك تسمو مرايا الصباح
فتعلن عن ثورة عارمة
لماذا انطفأتِ وكل النجوم
تسامر أفكارك الحالمة
وتعلن أنك كل الفصول
وبدء القصائد والخاتمة

لماذا تركتِ الحروف يتامى
تكابد أحزانها الغاشمة
وتبكيك كل العيون اشتياقا
وكل المدائن والعاصمة
رحلت وهذي البلاد كروحي
تئن بأحزانها الجاثمة
يحاصرها الموت من كل صوب
وآلهة الحرب في غيها
تزيد جراحاتنا الآثمة

نسينا طفولتنا ..
وكبرنا
نسافر في عرصات الضياع
ونغسل بالدمع وجه القرى
نفتش بين ركام الرزايا
عن الفَرّح .. في السحنة الواجمة

تدرين أني أغني كثيرا
على مقلتيها
أفتش بين الرماد عن المستحيل
وأبكي طويلا على ناهديها
ومازلت أبكي
مازلت أهذي بتلك الأماني
بأن لنا ستكون بلاداً
وعمراً جديداً مع الامنيات
وأن السماء ستمطر بالمعجزات
وبالحب أزمنة قادمة

فكيف رحلت ..؟
وكيف أنطفأت
أيا امرأة تتحدى الزمان
وتشعل بالحب روح المكان
فكيف سأرثيك يا فاطمة..