الكثير من المواطنين في اليمن همهم الأبرز هو تصفح النت بأي طريقة كانت ، لذا يلجئون إلى استخدام كروت شبكات الواي فاي الغير مرخصة ، ظناً منهم انها وسيلة امنة وسريعة وتفي بالغرض ، والحقيقة عكس ذلك تماماً ، حيث حذر مراقبون ومهندسون يعملون في مجال أمن المعلومات من خطورة استخدام الانترنت عبر شبكات الواي فاي الغير مرخصة ، والتي تعمل بنظام المايكروتك”الكروت” ، كونه يتم التحكم بها عن طريق جهاز كمبيوتر مركزي يتم عبره تغذية حسابات المستخدمين .
وطبقاً لفنيي الإتصالات فإنه من الناحية الفنية يعتقد الكثيرون أن مُلاك شبكات الواي فاي الغير مرخصة يعملون على مراقبة حجم الاستخدام ومعرفة رصيد كل مستخدم ممن تم بيع الكروت لهم عبر جهاز الكمبيوتر المركزي ، بينما الحقيقة تؤكد إمكانية التطفل على البيانات والمعلومات التي يتبادلها المستخدمون عبر شبكة الواي فاي ، وسهولة اختراق الأجهزة المتصلة عبر هذه الشبكات التجارية العشوائية والغير مرخصة التي يتم الدخول إليها عبر كروت وشبكات تفتقد لأنظمة حماية أمن معلومات .
ويؤكد كبار الفنيين في الإتصالات أن هذه الشكبات تعتبربرامج عبور مكشوفه لا يوجد بها أي امتيازات للخصوصية ، سيما وأن أنظمة الحماية وأمن المعلومات لا تمتلكها سوى الشركات والمؤسسات العملاقة القادرة على اقتناء هذه الأنظمة التي تأمن المعلومات والبيانات التي يتم تناقلها عبر وسائل الاتصالات المختلفة نظراً لكلفتها الباهضة ، والتي لا يمكن أن تتوفر في شبكات الواي فاي المنتشرة في شوراع وأحياء العاصمة صنعاء ومختلف المحافظات ، ما يؤكد أن استخدام الإنترنت عبر شبكات الواي فاي تعد مجازفة كونها معرضة لخطر الاختراق والتجسس.
ويؤكد الخبراء أن استخدام شبكات الواي فاي العشوائية والغير مرخصة والمخالفة للمعايير الفنية ، تمثل خطورة بالغة على مستخدميها فهناك ضحايا بالألآف وحوادث اختراق كثيرة تحدث دائماً ، وأن الأجهزة معرضة لخطر الاختراق الكلي بل واختراق هاتفك أو حاسوبك بسهولة بالغة .
من جانب اخر فقد انتشرت في السنوات الأخيرة الكثير من الصور والفيديوهات الخاصة لأسر يمنية والتي تتنافى مع العادات والتقاليد اليمنية ، وتم تسريبها والحصول عليها عبر هذه الشبكات ، وتسببت بحدوث مشاكل اجتماعية شائكة وتطورت في بعض الحالات إلى التفكك الأسري ، دون فهم واستيعاب للأسباب الحقيقية لمثل تلك المشاكل كبداية للحلول والمعالجات ، كون شبكات “الواي فاي” تعمل بدون تراخيص فنية وقانونية ورقابية وتفتقر لأدنى تجهيزات وأنظمة الحماية المطلوبة كأساسيات لابد منها في بيع وتقديم هذه الخدمات.
من المهم هنا الإشارة لتقارير فنية مهنية تم نشرها في الكثير من المواقع الإخبارية الدولية والعالمية تحذر من استخدام شبكات الواي فاي وتدعو للتوقف تماماً عن استخدام الإنترنت عبرها ، وتشرح كيفية قدرة مالكي شبكات الواي فاي على التجسس على بيانات ومعلومات المستخدمين واختراق أجهزتهم ، وذكرت التقارير الدولية أن مالكي تلك الشبكات يعرفون باسم “نقطة النهاية” أو نقطة المرور وهي ما يتم التركيز عليها كمحطة سهلة ومرنة لاختراق البيانات والمعلومات ، وتؤكد أنه يمكن لأي مخترق الوصول إلى جهازك أثناء الاتصال عبر هذه الشبكات.
انتشرت في بلادنا مؤخراً ظاهرة استخدام شبكات “الواي فاي” التجارية بشكل ملحوظ ، نظراً لانقطاع الكهرباء وانتشار الهواتف الذكية ، في ظل انعدام قدرات البعض على ادخال خدمات النت المنزلي .
ووفقا لمختصين فإن شبكات الواي فاي التي تعمل خارج إطار القانون ، لا يوجد مسوغ يتيح لها إعادة بيع خدمات يمن نت.
ويرى آخرون انه وبسبب العشوائية وسعي أصحاب الشبكات وراء الربح تفشت ظاهرة النصب والاحتيال على المواطن المستخدم لخدمات الإنترنت عبر هذه الشبكات .
وبرزت ظاهرة تشغيل الشبكات التجارية في كافة انحاء الجهورية اليمنية التي تستخدم نقاط إنترنت “يمن نت adsl” بشكل غير قانوني ، ورغم أنه لا توجد أي مرجعية قانونية لعمل أصحاب الشبكات اللاسلكية ، إلا أنهم يمعنون في ممارسات النصب والاحتيال على متصفحي الانترنت ومرتادي الشبكات الاجتماعية ، من خلال نشر نقاط انترنت وكروت عبارة عن قصاصات ورقية وبصورة فوضوية لتزيد الطين بله ، مما عمقت معاناة متصفحي النت في ظل صمت الجهات المختصة ومؤسسة الاتصالات طوال السنوات الماضية .
ويؤكد مختصين ومهندسيين في مجال الإنترنت إن ما يقوم به أصحاب الشبكات اللاسلكية والمتطفلين على أموال الناس يعد نصباً وإحتيال بطريقة غير مباشرة في ظل صمت مؤسسة الاتصالات والجهات المختصة، في سبيل جني اموالاً طائلة من مستخدمي الأنترنت دون تقديم اي خدمة تُذكر .
مؤكدين أن سعر الجيجا الواحد يباع من شركة يمن نت بمبلغ 95 ريال للجيجا الواحد ، فيما يعمل أصحاب الشبكات على إعادة بيع الجيجا الواحد للمواطنين بمبلغ 500 ريال وبربح خيالي يصل لخمسة أضعاف من قيمة شراءه ، فضلا عن تلاعبهم في الساعات المحددة في الكروت إذ ثبتت حالات كثيرة تؤكد أن الجيجا الواحد لا يحصل عليه المستخدم كاملاً نظرا لتلاعب أصحاب الشبكات كواحدة من حالات النصب ، كونهم يرون في شراء كرت او قصاصة ورقية تحتوي على رقم الكرت لتصفح الانترنت ، وحين يبدا بفتح صفحته بالفيس او برنامج التواصل الواتس آب ، تنتهي المهلة المحددة بالساعات دون ان تفتح الصفحة بسبب بيعهم لكروت عديدة يدخل مستخدميها عبر خط واحد ما يتسبب بضعف كبير في الشبكة ، والذي يؤكد تحكم القراصنة “مالكو الشبكات “بسرعة النت ، بإعتبار هدفهم الأكبر جني المال وليس تقديم خدمة واستثمار يخدم الطرفين .
وهكذا يضطر المواطن للعودة لشراء كرت آخر ، وخاصة مع إنتشار نقاط بيع كروت الشبكات في عدد من البقالات في الأحياء السكنية ، بهدف جني المزيد من الأرباح دون وجه حق.