المحويت نيوز/ احلام العزي
في طريق جبلي، شديد الوعوره، قد تتفاجأ بإمرأه ،تقود صالوناً ، موديله من الثمانييات ، وقد ربما تصادفها في إحدى المنعطفات الجبليه ، وهي تتفقد سيارتها ، والركاب في إستراحة قصيره، وقد تجدها في فرزه مديرية حفاش في مدينة المحويت والركاب يتهافتون إلى صالونها الأبيض لا سيما النساء.
إنها<<آمنه علي حمود>> التي تقطع بسيارتها القديمه ،مئات الكيلوهات صعوداً وهبوطاً في طرقٍ وعره وملتويه، وشديدة الإنحدار برباطة جأش، وثقه وإحتراف .
ينادونها «البريد» لسرعتها وأمانتها فهي مثال للمرأة العاملة ،الطموحة والصابرة ،التي كسرت حاجزاً كان مفروضاً على النساء وعملت سائقة أجرة ،حيث تحظى باحترام الجميع، وثقتهم مرَّ على احترافها هذه المهنة «35عاماً» .
لم تستسلم لظروفها الأسرية التي مرت بها ولم تسأل أحداً أن يمد يد العون لها وإنما فضلت أن تعمل في مهنة كانت محرمة على النساء ومحتكرة على الرجال فقط ولم تلتفت لأي استهزاء أو سب أو شتم أو سخرية ولم تنثن عما أقدمت عليه بل أصرت على أن تكون سائقة من الدرجة الأولى ونالت بغيتها ونالت ثقة الناس في مديريتها حفاش.
في بداية عملها كسائقه كانت تنقل البضائع والركان بين حفاش وباجل في صورة فريدة تجسد كفاح ونضال المرأه في الحياه .
يتهافت الركاب على حجز مقاعدهم في سيارتها، لاسيما من يوجد معه عائلة وترسل أغلب النساء معها نظراً لأمانتها واحتشامها ونبل أخلاقها.
حتى الأطفال يحسون بالأمان عند رؤيتهم لها وينادونها بلقبها المشهور «البريد» تقابل الشيخ الكبير وتعامله كأب وتعامل من في سنها أو مايقاربه كأخ وتعامل الصغير كابن فهي تجمع الخصال الحميدة والأخلاق الكريمة.
فهي أرملة تزوجت وتطلقت بفترة وجيزة بعد الزواج بسبب مشاكل خاصة وبعدها قررت عدم الزواج و
فضلت أولاد أخيها على نفسهاكون أخيها مصاب بالعمى ولديه أسرة كبيرة فقررت إعالتهم واعتبارهم أولادها
أما سبب شهرة لقبها البريد فعندما كانت صغيرة كان أخوها يرسلها لقضاء عملٍ ما وكانت تسيروترجع بسرعة فأطلق عليها اسم «البريد» ومنذ ذلك الوقت صار الجيران وأهالي القرية ينادونها بالبريد ومازال الاسم ملاصقاً لها منذ ذلك الوقت إذ إن أغلب الناس لايعرفون اسمها الحقيقي وإنما ينادونها «بالبريد»حتى الأطفال .
كيف تعلمت قيادة السيارة
اترك تعليقاً