الرئيسية » تقارير وتحقيقات » الفتيات المهمشات :وجع لاينتهي

الفتيات المهمشات :وجع لاينتهي

المحويت نيوز/ alhanuf  Aref

لم تكن تدرك سعدية،ذات ال١٦عاماً أن تُحرم من حقها في التعليم والحرية والحياة الكريمة، لكونها من فئة المهمشين(الأخدام).
حيث تقول سعدية ،حاولت على مضض رسم إبتسامة لأخفي خلفها الكثير من الألم والوجع والحزن الذي لحق بي ،وهاأنا أُساق عروساً على رجل يكبر والدي بعشر سنوات.
وتحكي أنها إسترجعت شريط حياة المهانة والوجع بدءاً من معاملة خالتها(زوجة أبيها)القاسية، وإنتهاءً بمجتمعها وأهل قريتها الذين ظلموها كثيراً وحرموها من التعليم ، كونها ذات بشرة سمراء بملابس رثة ، ماجعلها تعيش طفولة ظالمة.
طفولة قاسية
في قرية نائية لاتوجد بها أي خدمات لم تجد أم سعدية، فرصة تكسب منها لقمة عيش لطفلتها ذات ال٦الأعوام ،حيث أضطرت للعمل في مزراع اهل قريتها،لتحصل على أجر زهيد، فيما زوجها تركَ القرية للبحث عن عمل في محافظة صنعاء.

ظلت أم سعدية تناضل من أجل طفلتها (سعدية) التي لم تتمكن من إدخالها المدرسة ،لرفض أهالي المنطقة أن تجلس بجانب أطفالهم كونها ذات بشرة سوداء (من فئةالأخدام)وبملابس رثة،ولذلك لم تلتحق بصفوف التعليم وتأثرت الأم والطفلة نفسياً جراء تنمر المجتمع.

حاولت أم سعدية أن توفر حياة كريمة لطفلتها الوحيدة التي حرمت من التعليم عبر تكثيف ساعات عملها في إحدى المزارع ولم تمر سوى فترة قليلة حتى تم إنتهاك كرامتها من أحد مالكي المزارع القريبة من قريتها ،والذي حاول إغتصابها بالقوة ، لكنها تخلصت منه بصياحها وإستغاثتها، ليصل هذا الخبر إلى زوجها والذي بادر على الفور إلى طلاقها.

                     أعمال شاقة
تقول سعدية أنه بعد طلاق والدي لأمي بدأتُ أعيش حياة الخوف والذل أكثر وأكثر ، سيما عندما كان والدي يتركني بمفردي لأخدم ذلك الشخص الذي حاول إغتصاب والدتي ، والذي حرمني من بقاء أمي بجانبي.
وتواصل الحديث بقولها ذلك الشخص الذي جعلني والدي خادمة له ،هو من قام بتزويج والدي بعد طلاقه لأمي من إحدى النساء المهمشات في القرية المجاورة، وتطلق تنهيدات مليئة بالوجع وتقول أن أوقاتاً صعبة عشتها بعد طلاق أمي في كنف خالتي(زوجة أبي)والتي جعلت والدي يمنعني من رؤية أمي او حتى زيارتها، بل تمادت خالتي في إهانتي وتعنيفي حيث كانت تجبرني إلى جانب عملي في منزل من حاول إغتصاب أمي بأعمال منزلية شاقة لاتخطر على بال أحد.

                     الهروب من الجحيم
تنهمر الدموع بغزارة وهي تحكي ماحدث لهاوتتوقف برهة وتقول إن إجبار والدي لي على الزواج من شخص عمره يفوق ال٧٠عاماً بات طريقاً وحيداً للهروب من حياة الجحيم التي أعيشها مع والدي وزجته .
وتقول أنا لم لم أعد أفكر بشيء فأنا ميتة منذ خلقت وحياتي القادمة لن تكون أمرّ من التي عشتها سابقاً.

                      مهمشات بلا حقوق
ليست سعدية وحدها من عاشت الحرمان أبسط حقوقها فهي واحدةمن ٧٢٪من الفتيات المهمشات اللواتي لم يحصلن على حقهن في التعليم والصحة والعيش بكرامه وفقاً لإحصائية نشرتها مبادرة( ساندوهم) في محافظة المحويت والتي تعني بإدماج المهمشين في المجتمع مقابل ٤٩٪من المهمشين لم يحصلوا على حقهم في التعليم والصحة والحياة الكريمة.

                   زواج قسري

تزوجت سعدية ولم تحضر أمها عرسها ولم تتمكن طيلة٨أعوام من رؤية والدتها أو الجلوس معها، إلا أنها تأمل أن تعيش حياة أفضل بعد إنتقالها إلى عش الزوجية الإجباري ليبقى السؤال لماذا الإمتهان والبؤس يلاحق الفئات المهمشة في مجتمعاتنا ….

عن Almahwit1

شاهد أيضاً

مسؤولية قبل الأوان.. قصة طفل يمني يعيل أسرة بمفرده

قصة/فوزي المنتصر يبدو الطفل جلال القدم (14 عاما) غريبًا عن هويته العمرية وغير متسق مع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *