معاناة المرأة في المحويت.. بين جحيم الحرب وتهميش المنظمات المحلية والدولية

المحويت نيوز/ زكي ناصر

“كانت حياتي قبل الحرب لا بأس بها، صحيح أني كنت أعاني في حياتي من أمور كثيرة ومختلفة قبل الزواج وبعده، لكن الحرب ضاعفت هذه المعاناة، ولم يعد بمقدوري تحمل أكثر من ذلك”، بهذه العبارات لخّصت منى محمد (31 عاما) وضع المرأة في المحويت، في حديثها لـ”المحويت نيوز”.

تتابع منى، التي تنحدر من مديرية بني سعد بمحافظة المحويت، حديثها بأنها تعيش في مديرية نائية، وتكاد لا تحصل حتى على أبسط الخدمات الأساسية، بما فيها الخدمات الصحية الطارئة، وأنها باتت تعيش وضعا معيشيا وصحيا معقدين وسيئين للغاية.

وتوضح منى بالقول: “لا يمكنني حصر معاناتي. ما الذي يمكنني أن أصفه؟! هل المعاناة الصحية التي نواجهها أثناء الحمل والولادة؟! وهذه أشد المعاناة، لأني واحدة من الحوامل اللاتي يعشن الموت، وخصوصا إذا كانت المرأة الحامل تعاني من سوء التغذية”.

وتضيف منى أنها تتعرض لكثير من المعاناة وأنواع من العنف الأخرى التي لن يكون أولها تحملها أعباء أسرية إضافية في ظل انقطاع راتب زوجها، ولن يكون آخرها والتنقّل لساعات طويلة بين الوديان والجبال لجمع الحطب، نظرا لانقطاع مادة الغاز المنزلي وارتفاع أسعارها.

صحتهن في خطر

يصف الدكتور عبد العزيز قطران، مدير الوحدة الصحية بهواع – بني سعد، وضع المرأة الصحي في محافظة المحويت، خصوصا في المديريات الغربية، بما فيها بني سعد، بالسيء والمتدني للغاية، وأنه يحتاج إلى تدخل طارئ ومسؤول من الجهات المختصة والمنظمات الإنسانية والإغاثية المختلفة.

ويردف قطران أن خطورة الوضع الصحي الذي تعيشه المرأة الحامل لا يتحمل أي تأخير، لما يترتب عليه من نتائج مأساوية بحقهن في الحياة وحق أبنائهن أيضا. ويوضح “عندما تكون الأم الحامل تعاني من سوء تغذية حادة، تواجه مخاطر الوفاة المختلفة أثناء الحمل وعند الولادة، مثل تسمم الحمل، والنزيف الحاد، وإن تجاوزت تلك المخاطر أثناء الحمل والولادة، تظل معرضة للمخاطر ما بعد الولادة وأثناء الرضاعة، هذا فضلا عن المخاطر التي تلحق المواليد مثل الإصابة بسوء التغذية المتوسطة أو الحادة أو التعرض لنقص في الوزن، ولا تختلف مخاطر المواليد عن مخاطر الأم التي تصل في كثير من الحالات إلى الوفاة”، يضيف قطران.

بالإضافة إلى ذلك، يرى قطران أن الحرب هي السبب الأبرز الذي خلف الوضع الصحي الذي تعيشه المرأة في عموم المحافظة، لأن الحرب وتداعياتها المختلفة، كانقطاع سبل العيش وانعدام مصادر الدخل وتدني المستوى المعيشي برمته، أدت إلى تدهور الحالة الصحية لفئات مجتمعية كبيرة، من ضمنها المرأة بشكل عام والحوامل والمرضعات بشكل خاص، ويقدّر أن نسبة النساء المرضعات والحوامل المصابات بسوء التغذية 60% تقريبا، أي أكثر من نصف عدد السكان، وقد يزداد تدريجيا.

ويشير قطران في ختام حديثه إلى أن ما تقدمه المنظمات من خدمات صحية لا تكفي للحد من مشاكل التغذية، فضلا عن الأمراض الأخرى، وأن المنظمات تضع في أولوياتها الاهتمام برفع البيانات من دون التأكد حتى مِن صحتها. ويقول: “لا نُلقي باللوم والمسؤولية على المنظمات فقط، بل هناك جهات أخرى، ناهيك عن عدم اهتمام المجتمع نفسه بأهمية التغذية المناسبة والحد من انتشار الأوبئة المختلفة”.

أعباء ومسؤوليات مضاعفة

لا تتوقف معاناة المرأة عند حدود معينة، بل تمتدّ يوميا إلى ما هو أسوأ بكثير مما يتوقع، فقد باتت المرأة جراء الحرب والحصار وضيق المعيشة تتحمل أعباء ومسؤوليات تفوق قدراتها وطاقتها.

تقول فاطمة المُحيّا، رئيسة جمعية النجاح النسوية، ورئيسة اتحاد نساء اليمن بمديرية بني سعد: “إن تداعيات الحرب المختلفة، التي أبرزها انقطاع الرواتب وارتفاع الأسعار وانعدام مادة الغاز المنزلي، أدّت إلى تبدّل في الأدوار التقليدية، وأصبحت المرأة، سواء أكانت زوجة أم أختا أم أمّا، تتحمل أعباء ومسؤوليات إضافية شاقة تفوق طاقة تحملها”.

وتوضح المحيا أن أغلب النساء، خصوصا في الأرياف، يعملن بجهد في إعالة أسرهن، مهما كان هناك صعوبة ممارسة بعض الأعمال. على سبيل المثال، تمارس كثير من النساء جمع المخلفات البلاستيكية وبيعها للحصول على عائد مادي بسيط يمكّنها من توفير قوتها الأساسي أو جزء من مستلزمات أطفالها المدرسية.

ولا تستثني المحيّا من معاناة المرأة معاناة الحصول على الماء، سواء المياه الصالحة للشرب، أم المياه التي تستخدم للغسيل والنظافة؛ إذ تقول: “أنا أرى أن صعوبة الحصول على المياه بالنسبة للمرأة هي أسوأ معاناة، خصوصا في ظلّ شحة المياه بشكل لم نعشه من قبل”، وتضيف متسائلة: “ما ظنك بزوجة تظل تبحث عما يقارب (20 لترا) من المياه لمدة نصف يوم؟! وقد لا تجده، والأكثر من ذلك أنها تقطع مسافات كبيرة أغلبها طرق جبلية ووعرة قد تشكل خطورة عليها”.

وتستخلص المحيا أن المرأة المحويتية تعيش وضعا نفسيا سيئا للغاية لا يمكن التعافي منه، لأنها تعيش أغلب أيامها خوفا من المجهول وتوترا وقلقا حيال المعدوم من الخدمات الأساسية الماء والغذاء، فضلا عن المتطلبات الأساسية الأخرى؛ ولذلك، تكثر المشاكل الأسرية التي تفاقم وضعها النفسي أكثر.

عنف وتهميش

“مهما تعرضت المرأة في محافظة المحويت للعنف العائلي بصنوفه المختلفة، اللفظي أو الجسدي أو غير ذلك، فقضية تعنيفها تظلّ حبيسة جدران المنزل الذي تسكن فيه، وذلك ما يفتح المجال إلى استمرارية الانتهاكات التي تتعرض لها المرأة”، يقول فوزي المنتصر، صحفي مهتم بقضايا العنف على النوع الاجتماعي.

ويستطرد قائلا: “إن قضايا العنف القائمة على النوع الاجتماعي، تستوجب الرفض التام من الضحية وأسرتها ومحيطها الاجتماعي أولا، ثم تدخّل الجهات المعنية، بما فيها المنظمات الحقوقية والنسوية والناشطون؛ ذلك كي تُنصف ويُؤخذ بمظلوميتها، وحينها سيدرك المُعنِّف بمدى العواقب الوخيمة التي سيتعرض لها في حال فكر مجرد تفكير في تعنيف إحدى قريباته”.

ويستدرك “لكن للأسف، المرأة قد لا تعرف حتى حقوقها، ناهيك عن الإفصاح عن التعنيف الحاصل ضدها، وأما المنظمات الحقوقية أو الأنشطة النسوية التي تعجّ بها المحافظات وأغلب المديريات، فتكاد المحافظة تخلو من تمثيلها، بالرغم من احتياجها الطارئ لأن يكون لها حضور فعلي، إذ المرأة في محافظة المحويت، وخصوصا في المديريات المصنفة ضمن أسوأ وأفقر مديريات في الجمهورية، وهي مديرية بني سعد وحُفاش ومَلحان، تعاني من ويلات الحرب وتبعاتها المختلفة التي وصلت إلى حد القتل، وهو أسوأ أنواع العنف”.

ويدعو في ختام حديثه جميع المنظمات الدولية والمحلية ذات الاهتمامات المختلفة الإنسانية والتنموية، إلى التحرّك الجاد نحو المحافظة، والبدء في مسح ودراسة وضع المرأة من شتى جوانب حياتها، وتقصي حالات العنف والانتهاكات الأسرية التي تواجهها، بالإضافة إلى ذلك، يجب تبني عدد من البرامج والمشاريع والأنشطة التي من شأنها أن تقدم إسهاما ملموسا في واقعها المعيشي، على سبيل المثال لا الحصر، تأهيلها ذاتيا، وتمكينها اقتصاديا، تعليمها، إيجاد فرص عمل، إكسابها مهارات وأشغال يدوية.

 

 

ـ أنتجت هذه المادة ضمن مشروع غرفة أخبار الجندر اليمنية التي تنفذه مؤسسة ميـديا ساك للإعلام والتنمية..

المحويت : المرأة الريفية في يوم عيدها تطالب بإنصافها من شقيقتها

  • المحويت نيوز/ أحلام العزي – ساره حسن

تظل المرأه في ريف المحويت عنواناً بارزاً للتحدي والصمود وقوة الإرادة فهي المعلمةو المزارعة وربة البيت وصانعة الرجال .
نساء الريف المحويتي يشتغلن بصمت،  بإصرار وتحد، يكابدن الصعاب من أجل تحسين مستوى عيشهن وعيش أسرهن ،فهن نساء عاديات ليس لهن في الغالب حظ في التعليم إلاماندر ،وهن بعدد الأصابع.

يعشن في مناطق صعبة، لكنهن تمكن من تغيير نمط عيشهن وتحولن إلى فاعلات في محيطهن، ما جعلهن يحملن لقب مناضلات عن جدارة واستحقاق.
تمكنَّ من صنع أنفسهن بدون مساعدات من منظمات او مجتمع من إقامة مشاريع تضمن لهن الحد الأدنى من سبل العيش.
لم تكن المنظمات التي تدعي دعم المرأة وحمايتها وتأهيلها موجودة في الريف ماجعل المرأة في الريف تعتمد على نفسها وتصنع المستحيل من أجل البقاء، رغم خذلان شقيقتها الحضريه أوالمدنية التي دوماً تجاهر بإحتقارها لأختها الريفيه وتنظر إليها كأنها جاءت من كوكب آخر بل وصل الأمر إلى الإستحواذ على المنظمات وأنشطتها وحرمان نساء الريف من حقوقهن لتكون المرأة الريفيه قد ظلمت مرتين من الرجل ومن المرأه ذاتها .
وسائل الإعلام لم تسلط الأضواء على نساء الريف ولم تنقل تجاربهن ونجاحاتهن.

في يوم المرأة العالمي نحاول تسليط الضوء على أول سائقة في اليمن وهي من ريف المحويت إنها المرأة الريفية (آمنة علي حمود) قد يعرفها الجميع في مديرية حفاش في المحويت
حيث ينادونها «البريد» لسرعتها وأمانتها فهي مثال للمرأة العاملة ،الطموحة والصابرة ،التي كسرت حاجزاً كان مفروضاً على النساء وعملت سائقة أجرة ،حيث تحظى باحترام الجميع، وثقتهم مرَّ على احترافها هذه المهنة «35عاماً» .

                        قوة المرأةالريفية
لم تستسلم(  آمنة )لظروفها الأسرية التي مرت بها ولم تسأل أحداً أن يمد يد العون لها وإنما فضلت أن تعمل في مهنة كانت محرمة على النساء ومحتكرة على الرجال فقط ولم تلتفت لأي استهزاء أو سب أو شتم أو سخرية ولم تنثن عما أقدمت عليه بل أصرت على أن تكون سائقة من الدرجة الأولى ونالت بغيتها ونالت ثقة الناس في مديريتها حفاش.
سائقة من الطراز الأول
في بداية عملها كسائقه كانت تنقل البضائع والركاب بين حفاش وباجل في صورة فريدة تجسد كفاح ونضال المرأه في الحياه .

يتهافت الركاب على حجز مقاعدهم في سيارتها، لاسيما من يوجد معه عائلة وترسل أغلب النساء معها نظراً لأمانتها واحتشامها ونبل أخلاقها.
حتى الأطفال يحسون بالأمان عند رؤيتهم لها وينادونها بلقبها المشهور «البريد» تقابل الشيخ الكبير وتعامله كأب وتعامل من في سنها أو مايقاربه كأخ وتعامل الصغير كابن فهي تجمع الخصال الحميدة والأخلاق الكريمة.

لماذا سميت بالبريد
أرملة تزوجت وتطلقت بفترة وجيزة بعد الزواج بسبب مشاكل خاصة وبعدها قررت عدم الزواج وفضلت أولاد أخيها على نفسهاكون أخيها مصاب بالعمى ولديه أسرة كبيرة فقررت إعالتهم واعتبارهم أولادها.
أما سبب شهرة لقبها البريد فعندما كانت صغيرة كان أخوها يرسلها لقضاء عملٍ ما وكانت تسيروترجع بسرعة فأطلق عليها اسم «البريد» ومنذ ذلك الوقت صار الجيران وأهالي القرية ينادونها بالبريد ومازال الاسم ملاصقاً لها منذ ذلك الوقت إذ إن أغلب الناس لايعرفون اسمها الحقيقي وإنما ينادونها «بالبريد»حتى الأطفال .

                 بداية قياداتها للسياره
تقول آمنة علي حمود أن أخوها هو من علمها قيادة السيارة وأنهاواجهت عدة صعوبات في البداية نظراً للنظرة القاصرة من المجتمع للمرأة وتعرضت للسب والإيذاء في بداية الأمر من كل أطياف المجتمع حتى المرأة نفسها حيث كانت النساء ينظرن بنظرة قاصرة إذ كانت قيادة السيارات مختصة بالرجال وربما العادات والتقاليد أثرت في المجتمع لأننا نعرف أن مجتمعنا اليمني قبلي وعقله متحجر في بعض الأمر، لاسيما في تخوفه من عمل المرأة واختلاطها بالرجال.
 كيف  تغلبت على نظرة المجتمع
بدأت مشوارها في نقل البضائع لأصحاب الدكاكين حيث كانت تمتلك سيارة من نوع شاص ورغم العوائق إلا أنها أصرت على مواصلة عملها وكانت تذهب بسيارتها إلى باجل وتحمل البضائع والركاب وترجع بيومها.
تعلّمت قيادة السياره بسرعه لشغفها بهذه المهنه وتقول عن نفسها أن قيادة السياره يحتاج إلى صبر وعقل لأني كنت في البداية أخاف بمجرد جلوسي خلف السكان «المقود» وغالباً كان أكثر خوفي من الرجال وكنت أسمع بعض التعليقات التي تقول إن المرأة يجب أن تجلس في البيت وإنه عليّ الاعتماد على رجل ورغم تقدم الكثيرين للزواج مني إلا أنني مقتنعة بالقرار الذي اتخذته.
نموذج فريد للمرأة القوية
عند الإستماع إلى مغامراتها ينتابك شعور أنك أمام إمرأة عظيمه لم تستسلم للظروف ولم تخضع لقوة الرجل الذكوري المتسلط فهي مزجت بين أنوثتها وإلتزاماتها الأسريه وقوة شخصيتها لتكون الأولى في اليمن التي تعمل منذ عقود من الزمن في مهنة كانت محرمه على النساء بل وسائقه أجره في طرق جبليه صعبه لتكون هذه المرأه نموذجا فريدا للمرأه اليمنيه ولسان حالها يقول أن الحياة ليست سهله وأن المرأه هي من تصنع النجاح لنفسها وللآخرين….